في إحدى القضايا، قدّم شخص عقد بيع مزوّر في محرر عرفي للحصول على مبلغ مالي بطرق غير قانونية، لكنه واجه اتهامًا جنائيًا خطيرًا وفق قانون الجزاء الكويتي، حيث اعتُبرت الوثيقة محررًا عرفيًا مزورًا.
وفي هذا المقال، سنوضح لك جريمة التزوير في محرر عرفي في القانون الكويتي، وعقوبته، مع بيان دور المحامي في هذه القضايا.
يمكنك التواصل مع محامي في الكويت عبر الأرقام في صفحة اتصل بنا، أو عبر زر الواتس اب.
جدول المحتويات
عقوبة التزوير في محرر عرفي في القانون الكويتي
تُعد جريمة التزوير في المحررات من الجرائم التي يوليها قانون الجزاء الكويتي أهمية كبيرة، حيث تُعتبر من الأفعال التي تمس الثقة العامة وتضر بالمصالح الفردية، ويُفرّق القانون بين التزوير في المحررات الرسمية والمحررات العرفية من حيث جسامة الفعل والعقوبة المقررة.
ولأن المحرر العرفي هو مستند يُنشئه الأفراد فيما بينهم، فإن التزوير فيه يُعامل كجنحة لا كجناية، إلا أن العقوبة تظل صارمة لضمان الحماية القانونية للمعاملات.
وفقًا للمادة 258 من قانون الجزاء الكويتي (القانون رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته):
“كل من ارتكب تزويرًا في محرر عرفي يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، أو بالغرامة التي لا تزيد على 225 دينارًا كويتيًا، أو بإحدى هاتين العقوبتين.”
وتُشدد العقوبة إذا اقترنت الجريمة باستعمال المحرر المزور لإحداث ضرر بالغير أو تحقيق منفعة شخصية.
أركان جريمة التزوير في محرر عرفي
لا يكفي لقيام جريمة التزوير في المحرر العرفي مجرد وجود خطأ أو تغيير في المستند، بل يشترط توافر ثلاثة أركان أساسية حتى تُعتبر الجريمة قائمة قانونًا، وهي كالتالي:
- الركن المادي (الفعل المجرّم): يتمثل في كل سلوك يؤدي إلى تغيير الحقيقة في محرر عرفي بأي وسيلة كانت، مثل:
- اصطناع محرر بالكامل ونسبته إلى شخص وهمي.
- إدخال تعديلات جوهرية على محرر صحيح (إضافة أو حذف بيانات).
- تزوير معنوي عبر كتابة معلومات كاذبة دون مساس بالشكل الظاهري للمحرر.
- الركن المعنوي (القصد الجنائي): يشترط أن يكون الجاني قد ارتكب التزوير بإرادة حرة وبعلمه بأن ما يقوم به مخالف للحقيقة، ويهدف من خلاله إلى تحقيق منفعة غير مشروعة أو إلحاق ضرر بالغير. فلا جريمة بدون نية جنائية واضحة.
- ركن الضرر (النتيجة): يجب أن ينتج عن فعل التزوير ضرر فعلي أو محتمل، سواء كان الضرر ماديًا (كالحصول على أموال أو عقود) أو معنويًا (تشويه سمعة شخص). ويُشترط في المحرر العرفي أن يكون الضرر ملموسًا، بخلاف المحرر الرسمي الذي يُفترض فيه الضرر بمجرد تزويره.
دور المحامي في قضايا التزوير في المحرر العرفي
تعد قضايا التزوير من المسائل القانونية الدقيقة التي تحتاج إلى خبرة محامٍ مختص، أبرز مهام المحامي في قضايا التزوير:
- فحص أركان الجريمة: يقوم المحامي بمراجعة ملف الدعوى وتحليل مدى توافر الأركان القانونية للتزوير (الركن المادي – القصد الجنائي – الضرر)، للتأكد من صحة الاتهام.
- إعداد الدفوع القانونية الجوهرية مثل الدفع بانتفاء نية التزوير (عدم وجود قصد جنائي)، أو انعدام الضرر في المحرر العرفي، وهو من أهم الدفوع التي قد تؤدي إلى البراءة.
- تمثيل المتهم أمام النيابة والمحكمة: يتولى المحامي تقديم المرافعات القانونية، ومناقشة شهود الإثبات، واعتراض إجراءات التحقيق إذا شابها أي خطأ إجرائي.
- صياغة البلاغات: في بعض الحالات، يقوم المحامي برفع بلاغات جنائية مضادة ضد الطرف الذي تقدّم بالبلاغ الكيدي.
- التظلم والطعن على الأحكام: إذا صدر حكم بالإدانة، يقوم المحامي بإعداد صحيفة الاستئناف أو الطعن بالتمييز، مستندًا إلى أوجه القصور في الحكم أو بطلان الإجراءات.
الأسئلة الشائعة
وبهذا نصل إلى ختام مقالنا حول جريمة التزوير في محرر عرفي في القانون الكويتي، حيث تعرّفنا على أركان الجريمة وعقوبتها ودور المحامي.

حصلت على درجة البكالوريوس في القانون، حيث تميزت بتفوقي الأكاديمي واهتمامي العميق بالقضايا القانونية. لم أكتفِ بهذا القدر، بل تابعت دراساتي العليا وشاركت في دورات تخصصية، من ضمنها دورة متقدمة في تحليل القضايا الدولية والسياسية، مما عمّق من معرفتي وفهمي للأحداث والقضايا العالمية وتأثيراتها على القانون.
في مسيرتي المهنية، اكتسبت خبرة واسعة في مجال القانون الكويتي، حيث قدّمت على مدار السنوات استشارات قانونية وتمثيلاً قانونياً للعديد من العملاء في الكويت. تخصصت في مجالات القانون المدني والتجاري والجنائي، بالإضافة إلى التعامل مع قضايا حقوق الإنسان.
أفتخر بكوني عضوًا في جمعية المحامين الكويتية، حيث أساهم بنشاط في الفعاليات والأنشطة التي تنظمها الجمعية، وأسعى لتطوير المهنة وتحسين مستوى الخدمات القانونية في الكويت. كذلك، لدي خبرة في حل النزاعات الدولية من خلال التحكيم، والتعامل بفعالية مع القضايا العابرة للحدود.
كما أنني عضو في اتحاد المحامين العرب، وأشارك بانتظام في المؤتمرات والاجتماعات التي ينظمها الاتحاد، لتعزيز التعاون بين المحامين في الدول العربية. بالإضافة إلى ذلك، أعمل كعضو في لجنة حقوق الإنسان بنقابة المحامين المصرية، حيث أساهم في دعم حقوق الإنسان وزيادة الوعي القانوني بحقوق الأفراد من خلال الأنشطة والبرامج المختلفة.