تخطى إلى المحتوى

العقود في القانون الكويتي

العقود في القانون الكويتي

في أحد المواقف، أُبرم عقد تجاري دون تحديد واضح لحقوق الأطراف عند الانسحاب، ما تسبب في خلاف حول الملكية. اضطر الطرفان للجوء إلى محامٍ مختص لتسوية النزاع. هذه القصة البسيطة تُظهر أن العقود في القانون الكويتي ليست مجرد أوراق موقّعة، بل ضمانة أساسية لحماية الحقوق.

وفي مقال اليوم سنوضح مفهوم العقود وإجراءاتها وأهمية دور المحامي في صياغتها وتنفيذها.

يمكنك التواصل مباشرة مع محامي كويتي شاطر في العقود، عبر  الأرقام في صفحة اتصل بنا، أو عبر زر الواتس اب.

ما هو العقد في القانون الكويتي؟

العقد هو اتفاق مُلزِم ينشئ التزامات متبادلة بين الأطراف، ويُعد من أهم مصادر الالتزام وفقًا لـ القانون المدني الكويتي رقم 67 لسنة 1980، ويُبنى تعريف العقود في القانون الكويتي على العناصر التالية:

  • التراضي: توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر قانوني.
  • المحل: موضوع العقد يجب أن يكون مشروعًا وقابلًا للتعامل.
  • السبب: الغاية أو الدافع القانوني الذي يقوم عليه الالتزام.
  • الأثر القانوني: إنشاء أو نقل أو تعديل أو إنهاء الالتزام.

وبذلك يُفهم أن العقد ليس مجرد ورقة مكتوبة، بل هو إطار قانوني يربط بين الحقوق والالتزامات، ويضمن حماية الأطراف في تعاملاتهم التجارية والمدنية.

أركان صحة العقود في القانون الكويتي

حتى يكون العقد صحيحًا وملزمًا في القانون الكويتي، لا بد من توافر أركان أساسية نص عليها القانون الكويتي، وهي:

الرضا

يُعد الرضا الركن الجوهري في العقد، ولا يُعتد به إلا إذا صدر عن إرادة حرة وسليمة. فإذا شاب الإرادة عيب من عيوب الغلط، أو وقع تدليس لإخفاء حقيقة، أو مورس إكراه يُفقد الطرف حريته في التعاقد، كان العقد قابلاً للإبطال وفقًا لما ورد في القانون المدني الكويتي.

المحل

المحل هو موضوع العقد أو ما يلتزم به أحد الأطراف تجاه الآخر. ويشترط فيه أن يكون:

  • مشروعًا وغير مخالف للنظام العام أو الآداب.
  • ممكنًا وقابلًا للتنفيذ.
  • محددًا أو قابلاً للتحديد بدقة.

السبب ومشروعيته

السبب هو الغاية أو الدافع القانوني الذي يقوم عليه الالتزام. ويُشترط أن يكون السبب مشروعًا ومتفقًا مع القواعد الآمرة في القانون. فإذا كان الهدف من العقد مخالفًا للقانون أو النظام العام، فإن العقد يُعد باطلاً ولا يرتب أي أثر قانوني.

الأهلية

يشترط أن يكون كل طرف متمتعًا بالأهلية القانونية لإبرام العقد، كبلوغ سن الرشد والتمتع بقواه العقلية.

الإجراءات الشكلية

الأصل في العقود أنها رضائية، أي يكفي تراضي الأطراف لقيامها، غير أن المشرّع قد يشترط شكلية خاصة في بعض الحالات، مثل:

  • الكتابة: كعقود الإيجار التي تتجاوز مدتها سنة.
  • التوثيق والتسجيل: مثل عقود بيع العقارات التي يجب تسجيلها لدى وزارة العدل لتكون نافذة وملزمة.

بطلان العقد وبطلانه القابل للإبطال وآثار ذلك

عندما يختل أحد أركان العقد الأساسية، يترتب على ذلك عدم إنتاجه لآثاره القانونية أو قابليته للإبطال وفق ما نص عليه القانون المدني الكويتي، ويمكن التمييز بين حالتين رئيسيتين:

  • العقد الباطل: هو العقد الذي يفتقد أحد أركانه الجوهرية مثل الرضا أو المحل أو السبب المشروع، أو يخالف النظام العام والآداب. هذا العقد يُعتبر كأن لم يكن ولا ينتج أي أثر قانوني منذ البداية، ولا يصححه الإجازة أو السكوت.
  • العقد القابل للإبطال: هو العقد الذي ينعقد صحيحًا من حيث أركانه الأساسية، لكنه يشوبه عيب في أحد شروط الصحة مثل نقص الأهلية أو وجود عيب من عيوب الإرادة (غلط، تدليس، إكراه). في هذه الحالة يظل العقد قائمًا ونافذًا، لكنه يزول بأثر رجعي إذا قضت المحكمة بإبطاله بناءً على طلب من له مصلحة.
  • آثار البطلان: في كلتا الحالتين، يترتب على البطلان أو الإبطال إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل التعاقد، ورد ما تسلّمه الأطراف من منافع أو أموال، مع إمكانية التعويض عن الأضرار عند الاقتضاء.
العقد الباطل يمكن أن يطلب بطلانه أي شخص له مصلحة، وللمحكمة أن تحكم به من تلقاء نفسها. أما العقد القابل للإبطال فلا يحق المطالبة بإبطاله إلا من قبل الطرف الذي حُميت مصلحته بالقانون (مثل القاصر أو من وقع ضحية إكراه)، ولا يمكن للمحكمة الحكم به من تلقاء نفسها.

تنفيذ العقد وتفسيره والإنهاء والتعويض

يُعد تنفيذ العقد التزامًا أصيلًا على عاتق أطرافه، إذ نص القانون المدني على أن العقد شريعة المتعاقدين، فلا يجوز نقضه أو تعديله إلا باتفاق الأطراف أو بموجب نص في القانون. ويتناول المشرّع الكويتي عدة مسائل أساسية مرتبطة بتنفيذ العقد، هي:

  • تنفيذ العقد: يجب أن يتم التنفيذ بحسن نية، وفق ما اتفق عليه الطرفان، مع الالتزام بالمدد والشروط المحددة في نصوص العقد.
  • تفسير العقد: عند غموض بند أو شرط، تقوم المحكمة بتفسيره بما يتفق مع نية الأطراف وظروف التعاقد، وبما يحقق التوازن والعدالة.
  • الفسخ أو الإنهاء: يجوز لأي طرف طلب فسخ العقد إذا أخل الطرف الآخر بالتزاماته الجوهرية، كما قد ينتهي العقد بانقضاء مدته أو باستحالة التنفيذ لأسباب مشروعة.
  • التعويض: إذا تسبب الإخلال بالعقد في ضرر، يحق للطرف المتضرر المطالبة بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية، وفق تقدير المحكمة وطبقًا لمعيار الضرر الفعلي.

الإثبات والكتابة الإلكترونية والتوقيع الرقمي

أدخل المشرّع الكويتي نظامًا متطورًا للإثبات من خلال القانون بشأن المعاملات الإلكترونية، الذي أعطى حجية قانونية للكتابة الإلكترونية والتوقيع الرقمي، مساويًا إياها بالكتابة التقليدية في الإثبات أمام القضاء، بشرط استيفاء الضوابط التي نص عليها القانون. ومن أبرز القواعد التي أرساها:

  • الكتابة الإلكترونية: تعتبر المستندات والعقود المبرمة إلكترونيًا صحيحة إذا كانت قابلة للحفظ والاستخراج والرجوع إليها عند الحاجة، وتؤدي ذات وظيفة الكتابة الورقية.
  • التوقيع الرقمي: يُعتمد التوقيع الرقمي كوسيلة موثوقة لإثبات هوية الموقع، متى تم باستخدام وسيلة معتمدة وصادرة من جهة مختصة بالتصديق الإلكتروني.
  • حجية الإثبات: للمحررات الإلكترونية نفس القوة القانونية للمحررات المكتوبة، ولا يجوز إنكارها لمجرد أنها أُنشئت أو حُفظت إلكترونيًا.
  • التنظيم الرسمي: يشترط أن يتم التعامل من خلال أنظمة مرخصة تضمن السرية وسلامة البيانات ومنع التلاعب أو التزوير.

أمثلة لأهم العقود في القانون الكويتي

يطبق القانون قواعد عامة على العقود كافة، لكنه يولي بعض العقود الشائعة اهتمامًا خاصًا نظرًا لانتشارها في الحياة العملية، ومن أبرزها:

  • عقد البيع: من أكثر العقود شيوعًا، ويشمل بيع العقارات أو المنقولات. يتطلب في العقارات التسجيل والتوثيق لدى وزارة العدل لضمان انتقال الملكية رسميًا.
  • عقد الإيجار: ينظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، ويُشترط فيه كتابة العقد خاصة إذا تجاوزت المدة سنة، مع بيان الالتزامات المتبادلة مثل الأجرة والصيانة.
  • عقد المقاولة: يُبرم بين صاحب عمل ومقاول لتنفيذ مشروع معين مقابل أجر محدد، ويُلزم المقاول بإنجاز العمل وفق المواصفات المتفق عليها.
  • عقد التوريد: يتعهد فيه المورد بتسليم بضائع أو خدمات بشكل دوري للطرف الآخر، وهو من العقود المهمة في الأنشطة التجارية والصناعية.
  • عقد الاستثمار: يُستخدم في المشاريع المشتركة بين المستثمرين والجهات المحلية أو الأجنبية، ويهدف إلى تنظيم استغلال رأس المال وتحقيق الأرباح وفق الضوابط القانونية.

دور المحامي في العقود

تُظهر التجارب العملية أن الاستعانة بمكتب محامي في الكويت في مرحلة التعاقد يُحدث فارقًا كبيرًا في حماية الحقوق وتجنب النزاعات. ومن أبرز أدوار المحامي في العقود:

  • الصياغة الدقيقة: إعداد بنود واضحة تحدد التزامات وحقوق الأطراف بما يتفق مع أحكام القانون المدني الكويتي.
  • المراجعة القانونية: فحص العقود قبل التوقيع للتأكد من خلوها من الثغرات أو الشروط المجحفة.
  • التوثيق والمتابعة: إنهاء إجراءات التسجيل والتوثيق لدى وزارة العدل أو وزارة التجارة والصناعة حسب نوع العقد.
  • حل النزاعات: تمثيل الأطراف أمام القضاء أو التحكيم في حال نشوء خلاف حول تنفيذ العقد أو تفسيره.
  • الاستشارة الوقائية: تقديم المشورة المسبقة حول المخاطر المحتملة للعقد قبل الالتزام به، مما يحمي العميل من أضرار مستقبلية.

الأسئلة الشائعة

العقد التجاري هو اتفاق ملزم بين طرفين أو أكثر يُبرم بقصد القيام بعمل تجاري أو تسهيل نشاط تجاري، ويُعد من العقود الرضائية التي تقوم على التراضي بين الأطراف، مع مراعاة أحكام القانون المدني وقانون التجارة الكويتي.
أركان العقد هي: الرضا السليم، المحل المشروع والمحدد، السبب المشروع، الأهلية، والشكلية متى اشترطها القانون.

وبهذا نصل إلى ختام مقالنا حول العقود في القانون الكويتي، حيث قمنا بتوضيح أركانها وشروط صحتها، وآثار بطلانها أو فسخها، وأوضحنا دور المحامي.

وللحصول على استشارات قانونية حول العقود، يمكنك التواصل مع أهم محامي تجاري في الكويت متواجد لدى مكتبنا للمحاماة.

احصل على معلومات عن: طريقة تجديد العقود في الكويت، وصيغة عقد تأسيس شركة في الكويت.

اطلب استشارة قانونية